نبذة الكاتب:
“منذ بدء الخليقة والإنسان يعلم بالفطرة أنّه يجب أن يأكل ليستمرّ، وأدرك أن لا بقاء له على قيد الحياة دون طعام، فأخذ يبحث عنه في كل مكان لإستمرار العيش.
وعن طريق الصدفة، ذاق الإنسان الطعام المشوي، إمّا بعد نشوب حريق في غابة ما، أو إثر وقوع قطعة لحم من يده بالخطأ في النّار فاستذاق طعمها ثمّ بدأ البحث عنها.
وهكذا تطوّرت الأمور وبدأ يزرع النّباتات ويتفنّن في طرق طهو الطعام.
مع تطوّر الشعوب، تطوّرت طرق الطبخ، وتعدّدت المذاقات، وأصبح كلّ شعب متخصّص بأكلات تميّزه عن باقي الشّعوب ومذاقات مختصّة به ودُوّنت في كتب لتسهيل الأمور.
بسبب فقدان كتب الطبخ للأطباق السّريانية التراثية باللّغة العربية وخوف من فقدان المأكولات الغنيّة بنكهاتها المتنوّعة والصّحيّة من أن تندثر جيلًا بعد جيل، شعرتُ أن من واجبي تدوين كل هذا الإرث الرّائع الذي تعلّمتُه من والدي المرحوم «فهمي شاكر .» عذرًا أمّي «أسمى شاكر »، لقد تعلّمتُ منك الكثير في الحياة. علّمتني أشياء رائعة تُغذي الرّوح، علّمتني العطاء بحب والتّضحية من أجل الغير والعمل في خدمة الرّبّ.
الأكلات السّريانية التّي تعلمتها من أبي أصبح تحضيرها كمُتعة بالنّسبة لي وقررت أن أدوّن كلّ هذه المعلومات في كتاب يحفظ للجيل الحاليّ والأجيال القادمة المأكولات السّريانيّة عامّة الماردينيّة والرّهاوية، أكلات الجدّات والأمّهات. كتاب يكون رفيقًا لكل
عائلة تفتخر بتراثها وأصولها ونتاج أجدادها.
بدأت العمل وكنت حريصة كل الحرص في جزء كبير من معلومات الوصفات التي دوّنتها أن أستعين بسيّدات اشتهرن بإجادتهنّ لإعداد الطعام السرياني وأخصّ بالذكر السيدات «تريز كورية « ،» أنجيل يوسف « ،» هدى غالو »، والسيدة «إيلين خضر » التي أغنت الكتاب بالوصفات الأورفلية وتحيّة لروح الأخ المرحوم الدّكتور بدر حدّاد الذي أغنى الكتاب بالوصفات الماردينية ورحل قبل صدوره.
وأخصّ بالشّكر مكتب مستشارون الّذي لم يتردّد بتقديم الدّعم الماديّ والمعنويّ لإصدار الكتاب، والشكر الأكبر لصاحب المكتب رياض الزوقي.
فأرجو أن يكون هذا الكتاب عون ومرجع لكل السّريان، كما أطلب من الله أن أكون قد وفّقت في الحفاظ على تراثنا السّرياني من الضّياع، وأن أقدّمه بفخر هديّة للشّعب السّريانيّ واللّبنانيّ أيضًا.”
Reviews
There are no reviews yet.